اشْتُهِر مِن الْقُضَاة فِي عَجْمَان
الْشَّيْخ / عَبْدِالْكَرِيْم بْن عَلِي الْبَكْرِي وَالْشَّيْخ / عَبْدِاللّه الْشَّيْبَة وَحَمِد بَن غَانِم
أَمَّا طَرِيْقَة الْتَّقَاضِي فَقَد كَانَت بَسِيْطَة
فَعِنْد مَا يُذْهِب أَحَد الْأَشْخَاص إِلَى الْحُكَّام يَشْتَكِي مِن مَظْلِمَة وَقَعَت عَلَيْه يُرْسِل مَعَه أَحَد الْمْطارَّزِيّة
– وَكَانَت الْقَضَايَا الْشَّائِعَة هِي الْقَضَايَا الْشَّخْصِيَّة كَالْطَّلَاق وَالْخِلَاف عَلَى الْأَمْلَاك أَو شَكْوَى نُوْخِذَه مِن أَحَد الْبَحَّارَة
– وَيَجْلِس الْقَاضِي فِي أَي مَكَان لِلْفَصْل فِي الْقَضِيَّة الَّتِي تَعَرَّض عَلَيْه مِن الْمُتَخَاصِمِين
وَتُعْقَد الْمُحْكَمَة فِي ( السِّكَّة ) أَي الْطَّرِيْق أَو الْسُّوْق وَكَثِيْرا مَا يَمِيْل الْقَاضِي إِلَى الْصُّلْح بَيْن الْطَّرَفَيْن .
أَمَّا إِذَا رَفَض الْطَّرَفَان الْصُّلْح يُبَت فِي الْقَضِيَّة ثُم يُكْتَب حُكْمُه فِي وَرَقَة ( بَرْوَة ) وَيُرْسِلُهَا مَع الْمْطارُزِي إِلَى الْحَاكِم .
وَإِذَا كَانَت الْقَضِيَّة صَّعْبَة يَطْلُب إِمْهَالُه يَوَمَا أَو يَوْمَيْن حَتَّى يَنْظُر فِي كُتُبِه وَدَفَاتِرَه ثُم يُصْدِر حُكْمِه ,
وَيُغْلَب الْحِكَم لَدَى الْشَّيْخ /عَبْدِالْكَرِيْم الْبَكْرِي بِأَخْذ الْمَذْهَب الْحَنْبَلِي الْنَّجْدِي .
هَكَذَا كَان أَمْر الْقَضَاء سَابِقَا يَعْكِس حَالَة الْمُجْتَمَع وَبَسَاطَة الْحَيَاة فِي تِلْك الْفَتْرَة .
مِن تَوَلَّى الْقَضَاء بَعْد الْشَّيْخ/ عَبْدِالْكَرِيْم الْبَكْرِي فِي إِمَارَة عَجْمَان
يُعْتَبَر الْشَّيْخ عَبْدُاللَّه بِن مُحَمَّد بْن يُوَسُف الْشَّيْبَة
” مِن آَل بْوَذُنِين ”
أَحَد طَلَبَة الْعِلْم القَلَائِل الْذِيْن أُتِيْح لَهُم مُوَاصَلَة الْتَّعْلِيْم إِلَى مَرَاحِل مُتَقَدِّمَة
، فَقَد كَان أَحَد أَفْرَاد أَوَّل بِعْثَة تَعْلِيْمِيَّة تَبْعَث إِلَى قُطْر
لِإِكْمَال تَعْلِيْمَهَا عَن طَرِيْق الْمَدِرَسَة الْتَّيْمِيَّة الِمُحَمَدّيّة ، وَقَد تَلْقَى الْعِلْم الْشَّرْعِي فِي الْمَدْرَسَة الْأَثَرِّيَة بِقَطَر عَلَى يَد الْشَّيْخ/ مُحَمَّد بْن عَبْدِالْعَزِيْز الْمَانِع الْتَّمِيْمِي
، وَبَعْد عَوْدَة الْبِعْثَة مِن قُطْر أَصْبَح الْشَّيْخ /عَبْدِاللّه أَحَد كِبَار عُلَمَاء الْإِمَارَة ،
وَتَقَلَّد فِيْهَا الْقَضَاء بَعْد انْتِقَال الْشَّيْخ /عَبْدِالْكَرِيْم الْبَكْرِي إِلَى الْشَّارِقَة حَوَالَي مُنْتَصَف الْأَرْبَعِيْنِيَّات .