الْشَّيْخ أَحْمَد بْن حَجَر آَل بُوَطَامِي الْبِنْعَلي ( رَحِمَه الْلَّه )

الْشَّيْخ أَحْمَد بْن حَجَر آَل بُوَطَامِي الْبِنْعَلي ( رَحِمَه الْلَّه )

- ‎فيسيرة الذين تربطهم علاقة معه
2561
0
صورة مصغرة تلقائية

الْشَّيْخ أَحْمَد بْن حَجَر آَل بُوَطَامِي الْبِنْعَلي ( رَحِمَه الْلَّه )

 

يُعَد فَضِيْلَة الْشَّيْخ أَحْمَد بْن حَجَر آَل بُوَطَامِي الْبِنْعَلي – رَحِمَه الْلَّه – أَحَد رُمُوْز الْدَّعْوَة الْإِسْلَامِيَّة وَالْقَضَاء الْشَرْعِي فِي قَطْر طَوَال أَكْثَر مِن نِصْف قَرْن ، فَقَد مَارَس – رَحِمَه الْلَّه – الْتَّدْرِيس وَالْخَطَابَة وَالْقَضَاء فِي رَأْس الْخَيْمَة مَا يَقْرُب مِن رُبْع قَرْن ثُم تَوَلَّى الْقَضَاء فِي قَطْر خَمْسَة وَثَلَاثِيَن عَاما .
:: نَسَبُه و مَوْلِدُه ::
هُو أَحْمَد بْن حَجَر بْن مُحَمَّد بْن حَجَر بْن أَحْمَد بْن حَجَر بْن طَامِي بْن حَجَر بْن سَنَد بْن سَعْدُوْن آَل بُوَطَامِي الْبِنْعَلي .
وَيَرْجِع نَسَبُه – رَحِمَه الْلَّه – إِلَى قَبِيْلَة بَنِي سُلَيْم ، وَكَان بَنُو سُلَيْم يَسْكُنُوْن فِي حَرَّة بَنِي سُلَيْم قُرْب الْمَدِيْنَة الْمُنَوَّرَة ثُم انْتَقَلُوْا إِلَى يَبْرِيْن جَنُوْب الْإِحْسَاء ثُم دَارِيْن ثُم تَفَرَّقُوٓا فِي أَقْطَار شَتَّى فِي الْخَلِيْج وَإِفْرِيقْيَا وَفَارِس وَالْهِنْد ، أَمَّا آَل بُوَطَامِي فَانْتَقِلُوْا إِلَى الْزَّبَارَة شَمَال قَطَر ، وَمِنْهَا هَاجَرُوا إِلَى الْبَحْرَيْن وَسَاحِل عَمَّان وَجَزِيْرَة قَيْس ، وَلَم تَعْرِف سُنَّة وِلَادَة الْشَّيْخ بِالتَّحْدِيْد وَهِي حَوَالَي عَام 1335 هـ ، 1915م .
وَتَزَوَّج مَرَّة وَاحِدَة فَقَط وَكَان زَوَاجِه فِي رَأْس الْخَيْمَة سُنَّة 1938م مِن ابْنَة سَالِم بْن هِلَال الْمَنَاعِي ، وَقَد أَثْمَر ذَلِك الْزَّوَاج وَلَدَيْن هُمَا الدُّكْتُوْر حَجَر وَيُوْسُف وَبِنْت وَاحِدَة .
:: طَلَبَه لِلْعِلْم ::
دّرْس الْقُرْآَن الْكَرِيْم طِفْلا ، كَمَا سَافَر إِلَى الْإِحْسَاء عَام 1931م وَهُو لَم يَتَعَد الْسَّابِعَة عَشْرَة مِن الْعُمْر ، مُكْث الْشَيْخ فِي الْإِحْسَاء أَرْبَع سَنَوَات مُنْصَرِفا لِطَلَب الْعِلْم مُنْقَطِعا عَمَّا سِوَاه ، فَحَفِظ الْكَثِيْر مِن الْمُتُوْن فِي مُخْتَلِف الْعُلُوم وَالْفُنُون عَلَى أَيْدِي عُلَمَاء الْإِحْسَاء .
:: شُيُوْخِه ::
لَقَد دَرَس الْشَّيْخ عَلَى أَيْدِي شِيُوْخ أَفَاضِل مِنْهُم :
– الْشَّيْخ أَحْمَد نُوْر بْن عَبْد الْلَّه ، وَالْشَّيْخ عَبْد الْلَّه مُحَمَّد حَنَفِي ،
حَيْث قَرَأ عَلَيْهِمَا الْفِقْه وَالْفَرَائِض وَالْنَّحْو وَالتَّجْوِيْد وَالْعَقَائِد .
– الْشَّيْخ أَحْمَد بْن عَلِي الْعَرْفَج ( الْفِقْه الْشَّافِعِي ) .
– الْشَّيْخ عَبْد الْعَزِيْز بْن صَالِح الْعَلَجِي ( نَحْو وَصَرْف وَبَلَاغَة وَمَنْطِق وَعُرُوْض وَقَوَافِي وَشَرْح مُسْلِم ) .
– الْشَّيْخ مُحَمَّد بِن أَبِي بَكْر الْمُلا ( نَحْو وَبَلَاغَة وَسُبُل الْسَّلَام وَمُصْطَلَح الْحَدِيْث ) .
– الْشَّيْخ عَبْد الْعَزِيْز بْن عُمَر بْن الْعَكَّاس ( عَقِيْدَة الْصَّابُوْنِي وُمِشْكَاة الْأَحَادِيْث وَبَهْجَة الْمَحَافِل فِي السِّيْرَة الْنَّبَوِيَّة ) .
– قَرَأ عَلَى شَيْخ مِن الْسُّوْدَان مِن بَلْدَة سِنَّار ( مُصْطَلَح الْحَدِيْث ) .
:: ابْن حَجَر وَالْشِّعْر ::
أَلَّف الْشِعَر فِي الْمَسَائِل الْعِلْمِيَّة وَخَاصَّة الْعَقِيْدَة ، بِالْإِضَافَة إِلَى الاجْتِمَاعِيَّة مِنْهَا ، وَلَم يَكُن الْشَّيْخ يَرْغَب فِي أَن يُسَمَّى شَاعِرا وَلَم يَحْتَفِظ بِأَشْعَارِه إِلَا الْقَلِيل مِن الْقَصَائِد مِثْل :
– الْلَّآلِئ الْسِّنِّيَّة .
– الْعَقَائِد الْسَّلَفِيَّة وَقَد شَرَح الْقَصِيْدَة الْأَخِيرَة فِي كِتَابِه ” الْعَقَائِد الْسَّلَفِيَّة ” .
:: تَوَلَّيْه الْقَضَاء ::
بَدَأ مُمَارَسَة الْقَضَاء فِي رَأْس الْخَيْمَة سُنَّة 1937 أَيَّام حَكَم الْشَّيْخ سُلْطَان بْن سَالِم الْقَاسِمِي ، وَفِي عَام 1951 عَيْنِه الْشَّيْخ صَقْر بْن مُحَمَّد الْقَاسِمِي قَاضِيا رَسْمِيا لِلْبِلاد وَاسْتَمَر فِي الْقَضَاء حَتَّى سَنَة 1956 وَفِي تِلْك الْسَّنَة تَلَقَّى الْشَّيْخ دَعْوَة مِن الْشَّيْخ مُحَمَّد بِن إِبْرَاهِيْم آَل الْشَّيْخ مُفْتِي الْمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة آَنَذَاك لِيَكُوْن مُدَرِّسا فِي مَعْهَد إِمَام الْدَّعْوَة بِالْرِّيَاض فَوَافَق الْشَّيْخ .
وَفِي عَام 1958 عُرِض عَلَيْه أَن يَتَوَلَّى الْقَضَاء فِي قَطْر فَهَاجَر إِلَى قُطْر وَاسْتَقَر بِهَا .
كَان الْشَّيْخ أَحْمَد بِن حُجْر عَلَى عِلَاقَة وَثِيْقَة بِعَدَد كَبِيْر مِن الْقُضَاة الْأَفَاضِل فَكَانَت تَرْبِطُه بِهِم عَلَاقَات أَخَوِيَّة مُتَيَّنَة وَكَثِيْرا مَا تَدُوْر بَيْنَهُم مُرَاسَلَات وَمُنَاقَشَات حَوْل الْعَدِيْد مِن الْمَسَائِل الْفِقْهِيَّة وَمِن هَؤُلَاء :
فِي رَأْس الْخَيْمَة : الْشَّيْخ مُحَمَّد بْن سَعِيْد بْن غَبَّاش ، وَالْشَّيْخ أَحْمَد بْن سَيْف بْن بَهّيْو ، وَالْشَّيْخ مُشْعَان بْن مَنْصُوْر ، وَالْشَّيْخ عَبْد الْلَّه بْن عَلِي بْن سَلْمَان .
وَفِي دُبَي : الْشَّيْخ مُحَمَّد الْشِّنْقِيْطِي .
وَفِي الْشَّارِقَة : الْشَّيْخ سَيْف بْن مُحَمَّد الْمِدْفَع .
وَفِي عَجْمَان : الْشَّيْخ عَبْد الْلَّه بْن مُحَمَّد الْشَّيْبَة ، وَالْشَّيْخ عَبْد الْكَرِيْم الْبَكْرِي .
وَفِي قَطَر : الْشَّيْخ مُحَمَّد بِن عَبْد الْعَزِيْز الْمَانِع ، وَالْشَّيْخ عَبْد الْلَّه بْن زَيْد الْمَحْمُوْد .
وَفِي الْإِحْسَاء : الْشَّيْخ عَبْد الْعَزِيْز بْن بِشْر ، وَالْشَّيْخ عَبْد الْلَّه بْن عُمَر بْن دْهَيش .
وَفِي الْدَّمَّام : الْشَّيْخ مُحَمَّد الْعَمُود ، وَالْشَّيْخ مُحَمَّد الْعَوْدَة .
وَفِي الْرِيَاض : الْشَّيْخ عَبْد الْعَزِيْز بْن بَاز وَالَّذِي كَان زَمِيْلَه فِي الْدِّرَاسَة .
وَفِي الْبَحْرَيْن : الْشَّيْخ جَاسِم بْن مِهْزَع ، وَالْشَّيْخ عَبْد الْلَّطِيْف بْن سَعْد .
وَفِي الْكُوَيْت : الْشَّيْخ عَبْد الْعَزِيْز بْن حَمَّادَة ، وَالْشَّيْخ يُوْسُف الْقَناعِي .
:: الْتَّدْرِيس ::
مَارَس الْشَّيْخ الْتَّدْرِيس إِلَى جَانِب مُمَارَسَتَه لِلْقَضَاء ، فَقَد كَان يَدْرُس الْطَلَبَة فِي مَجْلِسِه فِي مَدِيْنَة الْمُعِيُرِيض وَكَذَلِك فِي مَدِيْنَة رَأْس الْخَيْمَة بِمَدْرَسَة الْهِدَايَة ، وَالَّتِي كَان الْشَّيْخ أَحَد مُؤَسِّسِيهَا .
وَفِي سَنَة 1954م ذَهَب مَع الْشَّيْخ حَمِيْد بْن مُحَمَّد الْقَاسِمِي مَبْعُوْثِيْن مِن قَبْل الْشَّيْخ صَقْر بْن مُحَمَّد حَاكِم رَأْس الْخَيْمَة إِلَى حَكَوْمَتَي الْبَحْرَيْن وَالْكُوَيْت لِطَلَب الْمُسْاعَدَة فِي فَتْح مَدَارِس حَدِيْثَة فِي رَأْس الْخَيْمَة وَتَزْويدِهَا بِالمَدَرِسِين ، وَقَد اسْتَجَابَت الْكُوَيْت لِلْطَّلَب فَأَرْسَلَت مُدَرِّسِيْن وَكُتْبا .
كَمَا دَرَّس طَلَبَة الْعِلْم فِي مَجْلِسِه فِي قَطْر .
:: مِن مُؤَلَّفَات الْشَّيْخ ::
امْتِاز الْشَّيْخ ابْن حَجَر – رَحِمَه الْلَّه – بِإِنتاجُه الْوَافِر وَقَلَمُه الْسَّيَّال ، فَقَد خَلَّف وَرَاءَه الْعَدِيْد مِن الْمُؤَلَّفَات الَّتِي نَفَع الْلَّه بِهَا الْمُسْلِمِيْن ، وَكَانَت مُحَاوِر كَتَبَه تَدُوْر حَوْل عُلُوْم الْشَّرِيْعَة الْإِسْلَامِيَّة ، كَالْتَّوْحِيْد ، وَالْفِقْه ، وَقَضَايَا الْمُجْتَمَع الْإِسْلامِي ، وَنَحْو ذَلِك .
وَقَد بَلَغْت عَدَد مُؤَلَّفَاتِه ثَمَانِيَة وَعِشْرِيْن مُؤَلَّفا ، بَعْضُهَا طَبَع أَكْثَر مِن مَرَّة ، مِنْهَا :
(1) جَوْهَرَة الْفَرَائِض ( مَنْظُوْمَة ) .
(2) الْدُرَر الْسِّنِّيَّة فِي عِقْد أَهْل الْسُّنَّة الْمَرَضِيَّة ( مَنْظُوْمَة ) .
(3) الْلَّآلِئ الْسِّنِّيَّة فِي الْتَّوْحِيْد وَالنَّهْضَة وَالْأَخْلاق الْمَرْضِيَّة ( مَنْظُوْمَة ) .
(4) نَيْل الْأَمَانِي شَرَح مَبَاسِم الْغَوَانِي فِي نَظْم عِزَّيَّة الْزَّنْجَانِي فِي عِلْم الْصَّرْف .
(5) تَطْهِيْر الْجِنَان وَالْأَرْكَان عَن دَرَن الْشِّرْك وَالْكُفْرَان .
(6) الْخَمْر وَسَائِر الْمُسْكِرَات تَحْرِيْمُهَا وَأَضْرَارِهَا .
(7) الْشَّيْخ مُحَمَّد بِن عَبْد الْوَهَّاب عَقِيْدَتِه الْسَّلَفِيَّة وَدَعَوْتُه الْإِصْلَاحِيَّة وَثَنَاء الْعُلَمَاء عَلَيْه .
(8) الْرَّد الْشَّافِي الْوَافِر عَلَى مَن نَفَى أُمَيَّة سَيِّد الْأُوَائِل وَالْأَوَاخِر .
(9) الْإِسْلَام وَالْرَّسُوْل فِي نَظَر مُنْصِفِي الْشَّرْق وَالْغَرْب .
(10) تَطْهِيْر الْمُجْتَمَعَات مِن أَرْجَاس الْمُوْبِقَات .
(11) تَحْذِيْر الْمُسْلِمِيْن مِن الْبِدَع وَالِابْتِدَاع فِي الْدِّيْن .
(12) سَبِيِل الْجَنَّة بِالْتَّمَسُّك بِالْقُرْآَن وَالْسُّنَّة .
(13) الْشَّيْخ مُحَمَّد بِن عَبْد الْوَهَّاب مُجَدَّد الْقَرْن الْثَّانِي عَشَر الْمُفْتَرَى عَلَيْه .
(14) شَرَع الْعَقَائِد الْسَّلَفِيَّة بِأَدِلَّتِهَا الْعَقْلِيَّة وَالْنَّقْلِيَّة .
(15) إِعَانَة الْقَرْيَب الْمُجِيْب فِي اخْتِصَار الْتَّرْغِيْب وَالْتَّرْهِيْب وَشَرْحِه تُحْفَة الْحَبِيْب .
وَلَه مُؤَلَّفَات أُخْرَى غَيْرَهَا ضَرَبْنَا عَنْهَا صَفْحا خَوْف الْإِطَالَة .
:: وَفَاتِه – رَحِمَه الْلَّه – ::
تُوُفِّي رَحِمَه الْلَّه فِي صَبِيّحَة يَوْم الثُّلَاثَاء الْخَامِس مِن جُمَادَى الْأُوْلَى سَنَة 1423 هـ الْمُوَافِق ل 14/6/2002 م عَن عُمَر نَاهَز الْثَّامِنَة وَالْثَّمَانِيْن عَاما ، بَعْد مُعَانَاة طَوِيْلَة مِن الْمَرَض .
رَحِم الْلَّه الشَّيْخ رَحْمَة وَاسِعَة و أَسْكَنَه فَسِيْح جَنَّاتِه .

المصدر : ( من كتيّب ” علماء فقدناهم ” وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية – قطر )

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *