الْشَّيْخ / عَبْدِالْلَّه بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الْمَحْمُوْد ( رَحِمَه الْلَّه )

الْشَّيْخ / عَبْدِالْلَّه بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الْمَحْمُوْد ( رَحِمَه الْلَّه )

- ‎فيسيرة الذين تربطهم علاقة معه
2259
0
صورة مصغرة تلقائية

الْعَالَم الْدَّاعِيَة وَالْنَّاصِح الْمُخَلِّص

الْشَّيْخ / عَبْدِالْلَّه بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الْمَحْمُوْد ( رَحِمَه الْلَّه )

(1327هـ 1420هـ – 1990م 1982م)

هُو الْشَّيْخ عَبْدُاللَّه بِن عَلَي الْمَحْمُوْد، وُلِد فِي 17-2-1327ه الْمُوَافِق 1909م، فِي مَدِيْنَة الْشَّارِقَة، وَقَد نَشَأ فِي بَيْت صَلَاح وَتَقْوَى وَفِي كَنَف وَالِدِه الْمُصْلِح الْكَبِير صَاحِب الْمَدَارِس وَالَأَيَادِي الْبَيْض عَلَى الْتَّعْلِيْم وَطِلْبَة الْعِلْم فِي الْإِمَارَات وَدُوَل الْخَلِيْج وَالْجَزِيْرَة.
دّرْس بِالْمَدْرَسَة الْتَّيْمِيَّة الْمَحْمُوْدِيَّة الَّتِي أَسَّسَهَا وَالِدِه، كَمَا تَلْقَى الْعِلْم عَلَى طَائِفَة مِن الْمَشَايِخ الْعُلَمَاء فِي الْشَّارِقَة وَمِنْهُم: الْشَّيْخ عَبْدِالْكَرِيْم بْن عَلِي الْبَكْرِي وَالْشَّيْخ مُحَمَّد بْن فَيْصَل وَالْشَّيْخ سَالِم الْيَمَانِي، حَيْث دَرَس عَلَيْهِم الْتَّفْسِيْر وَالْفِقْه وَالْحَدِيْث وَالْلُّغَة وَعَلَّم الْفَرَائِض وَالسِّيَرَة وَالْتَّارِيْخ وَعَلَّم الْحِسَاب، وَقَد رَافَق وَالِدَه فِي أَسْفَارِه إِلَى الْسُّعُوْدِيَّة لِلْحَج وَإِلَى الْهِنْد لِلْتِّجَارَة، كَمَا دّرْس عَلَى الْمَشَايِخ فِي السَّعُوْدِيَّة وَمِنْهُم الْشَّيْخ عَبْدُاللَّطِيْف بِن إِبْرَاهِيْم آَل الْشَّيْخ وَالْشَّيْخ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيْم آَل الْشَّيْخ الْلَّذَان يَعْرِفَان وَالِدِه وَمُبَادُراتِه الْخَيْرِيَّة فِي الْتَّعْلِيْم.

وَكَان الْشَّيْخ عَبْدُاللَّه الْمَحْمُوْد مِن الْحَرِيصِيْن عَلَى قِرَاءَة الْصُّحُف؛ لِلْاطِّلاع عَلَى مَا يَجْرِي فِي الْعَالَم وَبِخَاصَّة الْعَالَم الْعَرَبِي وَالْإِسْلَامِي وَمِنْهَا مَجَلّات: الْصِّرَاط الْمُسْتَقِيْم الَّتِي تَصْدُر فِي الْعِرَاق، وَمَجَلَّة الشُّبَّان الْمُسْلِمِيْن، وَمَجَلَّة الْشُّوْرَى، وَمَجَلَّة الْفَتْح فِي مِصْر، وَمَجَلَّة أَم الْقُرَى، وَمَجَلَّة الْإِصْلاح، وَمَجَلَّة الْمَنْهَل، وَمَجَلَّة صَوْت الْحِجَاز مِن الّسُعُوْدِيْة، كَمَا شَارَك مَع إِبْرَاهِيْم الْمِدْفَع، و عَبْدِالْلَّه الْمْطَوِّع ، وَمُبَارَك النَاخِي فِي تَّأْسِيْس صَحِيْفَة “عَمَّان” سُنَّة 1927م، وَصَحِيْفَة “الْعَمُود” سُنَّة 1930م، وَصَحِيْفَة “صَوْت الْعَصَافِيْر” سُنَّة 1933م، كَمَا كَانَت لَه مُرَاسَلَات مَع الْشَّيْخ مُحَمَّد رَّشِيد رِضَا، وَالْشَّيْخ عِز الْدِّيْن الْقَسَّام ، وَالْشَّيْخ أُمَجِّد الزُّهَاوِي ، و مُحَمَّد نَصِيْف ، و بَهْجَت الْبَيْطَار وَالْمَوْدُودِي، وَالنَّدُوي.

رِحْلَاتِه الدَّعَوِيَّة
كَانَت لَه رِحْلَات مُتَعدّدَّةزَار فِيْهَا الْعُلَمَاء فِي الْكُوَيْت وَقَطَر وَالْبَحْرَيْن وَعُمَان وَالْهِنْد وَبَاكِسْتَان، وَكَان مِن ثِمَار هَذِه الْرِحْلَات الدَّعَوِيَّة، أَن اتَّسَعَت دَائِرَة مَعَارِفِه وَأَصْبَح ذَا تُصَوِّر عَالَمِي لِلْدِّيِن وَالْدَّعْوَة، وَأَصْبَحَت لَه عَلَاقَات وَثِيْقَة بِرِجَال الْفِكْر وَالْدَّعْوَة فِي أَنْحَاء الْعَالَم الْإِسْلَامِي، وَانْطَلَق مِن تَحَرُّكَاتِه الدَّعَوِيَّة وِفْق بَرَنَامَج إِسْلَامِي عَالَمِي يَسْتَفِيْد مِن كُل الْخِبْرَات وَالْتَّجَارُب لِلْدُّعَاة الْسَّابِقِيْن وَاللَّاحِقِين مِن الْشُّيُوخ وَالْشَّبَاب.
وَلَقَد سُعِدْت بِه فِي زِيَارَتِه لِلْكُوَيْت أَوَائِل الْسَبْعِينِيَّات، حَيْث شَرَّفَنَا بِجَمْعِيَّة الْإِصْلاح الاجْتِمَاعِي وَالْتُّقَى الْإِخْوَة يُوَسُف جَاسِم الْحَجِّي، وَعَبْدُاللَّه عَلَي الْمْطَوِّع، وَعُمَر عَبْدُالْرَّزَّاق الَدَايَل وَغَيْرِهِم مِن رِجَال الْجَمْعِيَّة وَشَّبَابَهَا.
كَمَا زَار الْمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة مَرَات عَدِيْدَة، قَابِل فِيْهَا الْمَلِك الْمُؤَسِّس عَبْدُالْعَزِيْز وَابْنُه الْمَلِك سُعُوْد، ثُم الْمَلَك فَيْصَل، حَيْث كَانُوْا يُوَجِّهُوْن دَعَوَات لَه لِلْزِّيَارَة وَيُكْرِمُوْن وِفَادَتَه وَيَسْتَمِعُوْن بِكُل رَحَابَة صَدْر إِلَى نَصَائِحِه.

شَخْصِيَّتِه وَمَوَاقِفِه
لَقَد كَان الْشَّيْخ عَبْدُاللَّه عَلِي الْمَحْمُوْد يَأْسِر جَلِيْسَه بِتَوَاضُعِه وَصِدْق لَهْجَتِه وَقُوَّة حُجَّتُه وَعُمْق إِيْمَانِه وَجُرْأَتِه فِي الْحَق وَنُصْرَتِه لِلْمَظْلُوْمِيْن وَتَصَدِّيه لِلْظَّالِمِيْن، وَقَوْل كَلِمَة الْحَق وَإِسْدَاء الْنَّصِيْحَة لِكُل مُسْلِم لَا يَهَاب فِي الْلَّه لَوْمَة لَائِم، وَقَد عَرَف الْنَّاس عَنْه ذَلِك سَوَاء أَكَانُوْا حُكَّامَا أَم مَحْكُوْمِيْن، كَمَا عَرَفُوْا عِلْمِه وَفَضْلِه وَإِخْلَاصِه فِي الْنُّصْح وَالْمَشُوْرَة وَكَان حُكَّام الْشَّارِقَة لَا يُطِيْقُوْن غِيَابِه، فَيُرْسَلُون فِي طَلَبِه. وَفِي الْوَقْت نَفْسِه كَان عَالِي الْهِمَّة عَفِيْف الْنَفْس، صَادِق الْكَلِمَة، يَرْفُض أَي عَطَاء وَيَقُوْل:
إِن خَيْر مَا تُكْرِمَنِي بِه أَن تَسْمَع مِنِّي وَلَا تَتَأَثَّر بِقَسْوَة قَوْلِي، فَأَنَا نَاصِح مُحِب لَك.

وَفَاتِه
وَفِي لَيْلَة الْإِثْنَيْن 27 مِن جُمَادَى الْأُوْلَى 1402ه الْمُوَافِق 1982م، خَسِرَت الْشَّارِقَة أَحَد رُمُوْزُهَا الْكِبَار، حَيْث انْتَقَل إِلَى رَحْمَة الْلَّه تَعَالَى الْشَّيْخ الْجَلِيْل عَبْدِالْلَّه بْن عَلِي الْمَحْمُوْد، الْعَالَم الْعَامِل، وَالْدَّاعِيَة الْمُتَجَوِّل، وَالْنَّاصِح الْمُخَلِّص. نَسْأَل الْلَّه تَعَالَى أَن يَتَغَمَّدَه بِوَاسِع رَحْمَتِه، وَأَن يَغْفِر لَنَا وَلَه، وَأَن يَحْشُرَنَا جَمِيْعَا مَع الْنَّبِيِّيْن وَالْصِّدِّيقِيَن وَالْشُّهَدَاء وَحَسُن أُوْلَئِك رَفِيْقَا.
وَآَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *