قِصَّة دِفَاعَه عَن الْشَيْخ /مُحَمَّد بْن الْوَهَّاب (رَحِمَه الْلَّه)
ذُكِرَت فِي فَتَاوَى وَرَسَائِل :
سَمَاحَة الْشَّيْخ / مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيْم بْن عَبْد اللَّطِيْف آَل الْشَّيْخ (رَحِمَه الْلَّه)
مُفْتَى الْمَمْلَكَة وَرَئِيْس الْقُضَاة وَالشُّئُون الْإِسْلَامِيَّة طَيِّب الْلَّه ثَرَاه
جَمْع وَتَرْتِيْب وَتَحْقِيْق :
مُحَمَّد بْن عَبْدِالْرَّحْمَن بْن قَاسِم رَحِمَه الْلَّه الْطَّبْعَة الْأُوْلَى
مِطْبَعَة الْحُكُومَة بِمَكَّة الْمُكَرَّمَة 1399هـ
فِي الْمُجَلَّد الْأَوَّل الْجُزْء الْأَوَّل ص(75 – 76)
وَكَذَلِك ذَكَرَهَا لِي مَعَالِي الْشَّيْخ / صَالِح بْن مُحَمَّد الْلَّحِيْدَان (حَفِظَه الْلَّه)
رَئِيْس مَجْلِس الْقَضَاء الْأَعْلَى سَابِقَا وَعَضُّوْا هَيْئَة كِبَار الْعُلَمَاء
أَنَّه قَد سَمِع قِصَّة الْشَّيْخ /عَبْدِالْكَرِيْم الْبَكْرِي مَن
الْمُفْتِي الْشَّيْخ /مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيْم آَل الْشَّيْخ أَثْنَاء وُجُوْدِه سِكِرْتِيْر لِلْمُفْتِي أَو وَهُو قَاضِي
( مَع الْعِلْم أَنَّه كَتَب اسْم الْشَّيْخ /عَبْدِالْكَرِيْم بِالْقِصَّة خَطَأ مَطْبَعِي وَكَتَب عَبْدِالْرَّحْمَن ) .
( الْنَّص الْمَذْكُوْر بِالْفَتَاوَى وَالرَّسَائِل )
( جَهِل الْكَثْيْر بِحَقِيْقَة دَعْوَة الْشَّيْخ مُحَمَّد بِن عَبْدِالْوَهَّاب رَحِمَه الْلَّه)
وَقَال – بَعْد أَن ذَكَر إِمْكَان نُشِر الْدَّعْوَة إِلَى الْلَّه وَلَو بِطَرِيْقَة الْتَّنَقُّل وَالسِّيَاحَة وَبَيَان حَقِيْقَة مَا دَعَا إِلَيْه الْشَّيْخ مُحَمَّد رَحِمَه الْلَّه : وَأَنَا أَقُص الْآَن قِصَّة عَبْد الْرَّحْمَن الْبَكْرِي مِن أَهْل نَجْد – كَان أَوَّلَا مِن طُلّاب الْعِلْم عَلَى الْعَم الْشَّيْخ عَبْدُاللَّه (1) وَغَيْرِه ، ثُم بَدَا لَه أَن يَفْتَح مَدْرَسَة فِي عَمَّان يَعْلَم فِيْهَا الْتَّوْحِيْد مِن كَسْبِه الْخَاص فَإِذَا فَرَغ مَا فِي يَدِه أَخَذ بِضَاعَة (2) مِن أَحَد وَسَافَر إِلَى الْهِنْد وَرُبَّمَا أَخَذ نِصْف سَنَة فِي الْهِنْد . قَال الْشَّيْخ الْبَكْرِي : كُنْت بِجِوَار مَسْجِد فِي الْهِنْد وَكَان فِيْه مُدَرِّس إِذَا فَرَغ مِن تَدْرِيْسِه لُعِنُوْا ابْن عَبْد الْوَهَّاب وَإِذَا خَرَج مِن الْمَسْجِد مَر بِي وَقَال : أَنَا أُجِيْد الْعَرَبِيَّة لَكِن أَحَب أَن أَسْمَعَهَا مِن أَهْلِهَا ، وَيَشْرَب مِن عِنْدِي مَاء بَارِدْا . فَأَهَمَّنِي مَا يُفْعَل فِي دَرْسِه ، قَال : فَاحْتُلَّت بِأَن دَعْوَتَه وَأَخَذَت ” كِتَاب الْتَّوْحِيْد ” (3) وَنَزَعْت دَيْبَاجَتُه وَوَضَعَتْه عَلَى رَف فِي مَنْزِلِي قَبْل مَجِيْئِه ، فَلَمَّا حَضَر قُلْت : أَتَأْذَن لِي أَن آَتِي بَّبطّيَخة . فَذَهَبْت ، فَلَمَّا رَجَعْت إِذَا هُو يَقْرَأ وَيَهُز رَأُسَه فَقَال : لِمَن هَذَا الْكِتَاب ؟ هَذِه الْتَّرَاجِم (4) شِبْه تَرَاجِم الْبُخَارِي هَذَا وَالْلَّه نَفْس الْبُخَارِي ؟ ! فَقُلْت لَا أَدْرِي ، ثُم قُلْت أَلَا نَذْهَب لِلْشَّيْخ الْغَزُوي لنِّسأ لَه – وَكَان صَاحِب مَكْتَبَة وَلَه رَد عَلَى جَامِع الْبَيَان – فَدَخَلْنَا عَلَيْه فَقُلْت لِلْغَزُوي كَان عِنْدِي أَوْرَاق سَأَلَنِي الْشَّيْخ مَن هِي لَه ؟ فَلَم أَعْرِف ، فَفَهِم الْغَزُوي الْمُرَاد ، فَنَادَى مِن يَأْتِي بِكِتَاب “مَجْمُوْعَة الْتَّوْحِيْد” فَأُتِي بِهَا فَقَابِل بَيْنَهُمَا فَقَال هَذَا لَمُحَمّد بْن عَبْد الْوَهَّاب . فَقَال الْعَالَم الْهِنْدِي مُغْضَبَا وَبِصَوْت عَال : الْكَافـر . فَسَكَتْنَا وَسَكَت قَلِيْلا . ثُم هَدَأ غَضَبِه فَا سَتَرْجِع . ثُم قَال : إِن كَان هَذَا الْكِتَاب لَه فَقَد ظَلَمْنَاه . ثُم إِنَّه صَار كُل يَوْم يَدْعُو لَه وَيَدْعُوَا مَعَه تَلَامِيْذُه وَتَفَرَّق تَلَامِيْذ لَه فِي الْهِنْد وَإِذَا فَرَّغُوا الْقِرَاءَة دُعُوٓا جَمِيْعَا لِلْشَّيْخ ابْن عَبْد الْوَهَّاب .اهـ . (تَقْرِيْر) (5)
*(1) ابْن عَبْدِاللَّطِيْف آَل الْشَّيْخ .
(2) مَال يُتَّجَر فِيْه بِبَعْض رَبِّه .
(3) الَّذِي هُو حَق الْلَّه عَلَى الْعَبْد .
(4) الْعَنَاوِيْن .
(5) قُلْت هَذِه قِصَّة يَتَنَاقَلُهَا الْمَشَايِخ وَسَمِعْتُهَا مِن شَيْخِنَا فِي تَقْرِيْرِه مَرَّتَيْن : وَقَال تَعْلِيْقا عَلَى هَذِه الْقِصَّة : إِن الْعَمَايَة الْكُبْرَى كُلِّهِا مِن الْمُنْتَسِبِيْن إِلَى الْإِسْلَام ، وَان عَلَى الْدَّاعِي إِلَى الْلَّه ان يَدْعُو إِلَى الْعَقَائِد أَوَّلَا ، لَا إِلَى الْأَعْمَال الْظَّاهِرَة كَالَصَّلَاة وَالْزَّكَاة وَالصِّيَام وَالْحَج . وَقَال : وَمَع الْأَسَف أَهْل الْتَّوْجِيْه وَالْدَّعْوَة قَلِيْل فِيْهِم هَذَا أَو مَعْدُوْم .